أسطورة من ورق

محمد علي ، هذا الرجل غير المصري الذي جاء مصر مرتين فقط ، فاستقرت في نفسه الطامعة طموحات شخصية بحتة ، سعي بطرق شتيّ – شرعية كانت أو غير شرعية – لتحقيقها.
إني لتعتريني الدهشة عندما أستمع إلي أحدهم مازال يردد أن هذا الرجل باني مصر الحديثة ! ، كيف يمكن أن يبنيها علي خداع ، ودماء !
خدع من تحالف معهم ، وعندما انتهت منفعته ، قضي عليهم ..
أقام مذبحة غير إنسانية في القلعة عندما أباد المماليك عن بكرة أبيهم ..
...
لا أنكر أنه أدخل إلي مصر أفكار حديثة أوروبية وفرنسية وغيرها ، وبعيداً عن أن معظم تلك التطورات والإنجازات كانت تطال الأثرياء والمقربين فقط ، إلا أنه تمادي في إعجابه بنفسه ، وحاول أن يواجه القوي الأوروبية العاتية ، ولكن الله مسبب الأسباب ، فبعد عمليات "النصب" والخداع التي اتبعها في البداية للوصول إلي كرسي الحكم ، وبعد ضرب أعظم الأمثلة في نكران الجميل والتخلص من الزعامات الشعبية التي اختارته ، وبعد أن طبق نظام الإحتكار في مصر في مجالات شتّي – كانت معاهدة لندن 1840 ، لتقصم ظهر هذا الرجل ونظامه ، وتلقنه درساً لن ينساه هو ، ولن ينساه التاريخ ، ليعلم حقاً وصدقاً أن ..
ما بُني علي باطل ، فهو باطل.

تعليقات