«تيخا» و «مديحة» والتنمية البشرية !

" قوة الثقة بالنفس "، " الطريق إلى الإمتياز "، " ذاكر بذكاء أكبر وجهد أقل "، " أتحداك إن لم تتغير حياتك بعد هذا الفيديو "..
كل دول عناوين على شاكلة نفس الكتاب اللي موجود في الإعلان ده.. بيقرأ كتاب كيف تصبح مدير، وبعدها على طول بيكمل نوم على الكنبة.
..
الحالة اللي موجودة في الإعلان دي بتجسد بشكل واضح جدًا طريقة اللعب بعقول الناس، أو علشان التعميم، أقدر أقول الكسالى، اللي مستنيين كتاب، أو محاضرة، أو طريقة سحرية في 14 دقيقة بكلمتين محفوظين من إبراهيم الفقي إنهم يغيروا حياتهم. ...
..
على العكس تمامًا في الإعلان مراته اللي نزلت ومارست واشتغلت بإيديها وكبرت مشروعها، وواجهت الواقع بدون وسايط، أو بدون واحد يقولك " انطلق يا بطل ".
..
أكاذيب التنمية البشرية ضخمة، تم إجهاض معظمها، من ال10% الدماغية التي غدت أكثر من مجرد خرافة، كما كتب " شادي عبد الحافظ " في مقالته الشهيرة، أو وهم القراءة السريعة، أو الوصول للتشكيك في مسماها كونها في الأساس علمًا، مستندين على أن العلم يستند إلى استدلالات منطقية وتجربة، وما يهرطقون به في محضاراتهم لا يمكنه أن يخضع للتجربة، ولا لأي صورة من صور الاستدلال، معتمدين في الأساس على " العلم الزائف " أو " الميتافيزيقا "، كما طرح الكاتب مصطفى الملواني.
..
يحاولون أن ينتقلوا بك إلى عالم المثالية الحمقاء، استرح، اقرأ الكتاب، أو احضر المحاضرة، وشوية توابل وبرمجة لغوية عصبية مهلبية، هتبقى زي الفل، غمض عينك كده وتخيل انك في مكان اخضر، وانك ناجح ومبسوط وهاااااح، شوفت ارتحت إزاي! .. يلا اطلع طبق! .. أنت مبطبقش؟ .. يا وحش.. أنت اللي غلطان.. أنت اللي قولته غير قابل للتطبيق في الواقع المؤلم ده، أنا بتواجهني تحديات في الواقع، أكبر من اللي بتواجهك قبل ما تدخل المسرح، المايك مش شغال ولا القميص مش مكوي!! .. أنا بطحن برة حضرتك!
..
الجهد.. بذل الجهد.. ده السر.. علشان مكونش بنتقد بس.. ربنا نزل قانون وسنة كونية في الأرض، لكل مجتهد نصيب، كل ما بتتعب وبتجتهد وبتجاهد نفسك على الحاجة، هتوصلها، يعني لازم هتتعب وهتواجه صعوبات وهتتغلب عليها، وهتقع وتقوم، وتتعب، وتجتهد.. مفيش حاجة سهلة، مفيش حاجة اسمها كتاب أو محاضرة هيغيروا حياتك.. لازم تجرب وتمارس بنفسك، علشان تتعلم، مفيش جهد أقل وذكاء أكبر، مفيش طريق الامتياز، الطريق ده أنت اللي بتصنعه، ابتعد عن التأثير اللحظي، الفيديو التحفيزي قد يكون أفضل ليك بكتير من محاضرات التنمية البشرية.
..
اختار أنت يا إما تبقى زي " تيخا " أو زي " مديحة ".. ومتنساش صحيح..
" طلعت حرب راجع ".