كيف يحاسبني الله على ما كتبه عليّ ؟

منذ سنوات قلائل بدأت كلمة "المكتوب والمقدّر علينا" تتردد علي أذني من مصادر شتّي، بدأ يتخللني الشك نتيجة تساؤلات تفاذفت إلي ذهني، وما كانت إلا تساؤلات منطقية بحته ربما لم يفكر من يردد تلك الكلمات في طرحها.. وأهمها،،
أنتم تقولون أن الله كتب علينا أفعالنا.. إذاً فلماذا سيحاسبنا؟!
🤔
مثلاً.. أنت رئيس لمجموعة عمال في مصنع، أنت قد أجبرتهم علي طريقة معينة في العمل، فعندما يخسر المنتج المصنوع ولا يتم بيعه،، هل تقوم بعقاب العمال!! كيف ذلك وأنت من أجبرتهم علي ذلك... من البداية 😳
تسللت مجموعة أخري كبيرة من علامات الاستفهام إلي عقلي.. إذاً فنحن مجبرون علي أفعالنا ما دام الله قد كتب علينا ذلك!! ، إذاً فكيف يدّعي علماء الدين في كل العصور وعلي رأسهم "الإمام محمد عبده"، أن الإنسان حر ومخير؟! ..
واذا لم يكن ذلك واننا مجبرون فلماذا يكون هناك حساب، وقيامة!!!

بدأ الأمر يتصاعد ويقودني تفكيري إلي تشكيك خطير،،
ولكن هل كل من يلقي تلك الكلمات لم يستائل تلك التساؤلات؟ ، أم تغاضي عنها خوفاً من الإقتراب أو التصوير!

سريعاً، بدأتُ البحث بكل السبل عن إجابة لهذه التساؤلات، سألت من استطعت في مواقع التواصل، ومن تيقنت أنهم يستطيعون الرد عليّ.. أجابوني وجادلتهم ولم أقتنع.. كانوا دائماً يتحدثون حول علم الله وليس إجباره.. ولكني كنت أشعر دائماً أنه لا زالت هناك حلقة مفقودة، لم يتم الإجابة عن تساؤلاتي! .. حتي عندما شاهدت إجابات "د.مصطفي محمود"، "الشعراوي"، "فاضل سليمان".. ما العمل إذاً! .. هل ألقي تلك الإستفهامات في غيابات الجب وأتركها وأرحل!!
وفي أثناء بحثي المعتاد في YouTube.. وجدت إجابة أخري علي هذا السؤال مُقدمة من "د.ذاكر نايك".. فقلت لا بأس لأشاهد قوله ولو أنه لن ينحرف كثيراً عن غيره.. وفجأة!
تحدث في كل ما تحدث عنه غيره من العلماء فيما يتعلق بعلم الله.. ولكنه وجد الحلقة المفقودة! .. نعم الحلقة المفقودة التي هرمت أبحث عنها ولا أعلم ما هي! .. فبعد حديث مُطوّل ضرب مثالاً به الجواب الشافي الكافي..
قال " لو نفترض انك امامك 4 طرق 1 و 2 و 3 و 4 "، ثم إنك اخترت الطريق رقم 3.. فإن الله يعلم أنك ستختاره، فكتبه عليك.. (كتب الله عليك انك ستختار الطريق لأنه يعلم أنك ستختاره، وإنك لم تختاره لأنه كتبه عليك) "..
أعدت قراءة الجملة الأخيرة فوجدت فيها سداً للثغرة المتبقية في تساؤلاتي
😊
فعلمت إذاً أن الإنسان مخير بالكامل في كل تحديات حياته، وأن الإنسان حر في اختياراته، وأن الله لم يكتب عليه شئ إلا لأنه يعلم أنك ستختاره، وأنت لم تختاره لأنه كتبه عليك 👌
فعلاً.. "اللي ربنا كاتبه هو اللي يحصل"، وهتتحاسب علي أفعالك دي، لأنك اخترتها بكامل إرادتك وبناءً عليه كتبه الله عليك
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله..
شكراً د.ذاكر نايك.. جمعنا الله بك في جنان الخلد

تعليقات