الراقدون تحت التراب

ثمةَ رائحةٌ عفنة تنساق إلي أنفي منبعها أولئك الذين يرقدون تحت التراب.
منذ زمن بعيد ، تري أولئك الراقدين وهم في ريعان شبابهم ينخرطون بين أناس المجتمع ، يُقابلون بفرحة بلا نظير من الناس لأن هؤلاء هم الذين أناروا عقولهم ، ووسعوا مداركهم ، وجعلوا أمامهم الفرصة سانحة لمواكبة التحديث ، ومواجهة العالم.
اقتنع الناس بهم ، واعتقدوا فيهم ، حتي كادوا يعبدونهم.. كانوا -آنذاك- مدعاة للفخر ، ورمز للتقدم والتحضر.
مع تعاقب الأزمنة ، أخذوا هؤلاء يفرضون مزيداً من السيطرة علي الناس مستغلين تسليمهم بهم ، وقاموا بترسيخ أنفسهم في أفئدة الناس وخطوة تأتي بعد خطوة .. انقطع الناس عن الفكر الحديث!
ماذا حدث ؟! ، أين المجتمع المتحضر الذي واكب التحديث ؟!
أين مجتمع الفكر الوسطي الرائع؟!
استغل هؤلاء جهل الناس وتسليمهم ورقدوا في المجتمع بأسره وفصلوه عن مواكبة التحضر.
لا أنكر أن البعض حاول الخروج عن طاعتهم ونجح ، حاول أن ينقل للعالم أن هذا المجتمع ليس كما يرونه ، إنما قبحه أولئك الملعونون !  
المعظم نجح ، وأصبح ضد هؤلاء والناس صراحةً .. بالطبع لم يقبلوا بأن يخرج أحد من تحت رايتهم ، فتحرك الناس من تلقاء أنفسهم مهاجمين أولئك المتحررين من سطوة المجتمع وسادته ..
ربما يكون البعض الآخر حاول واستكان لضغط أولئك والناس من حولهم.
ظل المجتمع منقسم ما بين الناس الذين أصبحوا الآن لا يهمهم ، لا حضارة ، ولا تحديث ، ولا مواكبة العصر !! ، ومابين أناس يحاولون أن يبينوا صورة المجتمع الحقيقية للعالم الذي يراها خلاف ذلك.
دخل هؤلاء الملعونون في عقول الناس رقدوا وغشاهم التراب ، تلك هي {الأفكار} ..
واجب حتمي عليك أن تطور فكرك ، وتجدد معارفك ، وتصبح أكثر مرونة وتفتح .. لا أتخيل أننا أصبحنا في القرن الواحد والعشرين ، وهناك أناسٌ مازالوا يحملون أفكاراً من عصور أوروبا الوسطي المظلمة !! ويأبي أحدهم أن يغيرها !! ، حتي صرنا إلي ما صرنا إليه !
فها هو الوقت قد حان ، وها هي الساعة قد دقت لبعث ..
             "الراقدين تحت التراب" 

تعليقات